الرسم بالكلمات بقلم الشاعر سمير خلف



الرّسمُ بالكلمات

تعافُ النَّفسُ شاغِلةَ السَّهارى
وما في الكأسِ ما يزجي السُّكارى

ألوبُ على قريضِ الحرفِ أشكو
وبعضُ الحرفِ لا يرجو انتظارا

فقلبي أدمنَ الآهاتِ صُبحاً
ومرج الروحِ قد أمسى قِفارا

فيا قلباً تَعوَّدَ طعنَ غدرٍ
أما في النَّاسِ مَن يشفي انكسارا

أخافُ مِنَ الحُروفٍ إذا تَدَلَّتْ
قواطفها لتهديني الثِّمارا

فأحملها على طبقِ التَّشهي
أطوفُ بها على سُرُرِ العَذارى

لأهديَ كُلَّ فاتنةٍ طروبٍ
من الأشعارِ ما يُرخي الخِمارا

أصوغُ العِقدَ من ذهبٍ مُصفَّى
لأرسمَ لوحةً تُغري الغَيارى

أسامرُ صحبَ أمسيتي بشِعرٍ
لأرويَ قِصتي ليلاً نهارا

كنائحةٍ ترى في الحَدوِ رَوحاً
يعزيها إذا ما النومُ طارا

غيومُ الحزنِ تمطرني بصيفٍ
وفي نيسانَ لا ترجو انحسارا 

تبوحُ قصيدتي الحَرَّى بسرٍ
فأكسو صدرَ قافيتي إزارا

انا الرسَّامُ فخراً واعتزازاً
وذي الأشفار لاتبغي اعتذارا

أصوغُ الحرفَ من ألقِ المَعاني 
يصيرُ بمعصمِ الغاوي سوارا

قريضي بالمحافلِ لا يبارى
وكل مبارزٍ ولى فرارا

ذُهانُ الشَّعرِ يَرفدني بغيثٍ
إذا ما الحرفُ بالحرفِ استجارا

إذا ما الحربُ قد دَقَّتْ طبولاً
فيشعلَ هذيه نوراً ونارا

ولو بالشِّعرِ بارزهُ خليلٌ
نحا نحوَ المُشَبَّهِ واستعارا

من الكلماتِ أجملها بلفظٍ
ليشعلَ في جوانِبها جمارا

فذا قلمي وكم خاضَ الغِمارا
بذي الأصقاعِ لايخشى اندثارا

فقد عَمَّدتُهُ بدمِ الأماني
رسولَ محبَّةٍ يهدي الحيارى

ختامُ قصائدي من ياسمينٍ
وما في الياسمينِ شذاً يدارى

لأنَّ الشَّامَ  تحضُنهُ بقلبٍ
بهذا الزَّهرِ أشتاقُ انصهارا
****************
الشاعر سمير الخلف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من ذا يجامل بقلم الشاعر حسام المقداد

قصيدة تذكر تذكر بقلم الشاعرة سعاد الاسطة