مطايا الوجد بقلم الشاعر يونس السيد علي
من مجموعتي الثانيه... مطايا الوجد..
وزائرةٍ
وزائرةٍ هامَ الفؤادُ لقاءَها
تداري على خطوي جميلاً مُحبّبا
تباهي العذارى الغيدَ في حللِ النّهى
تلاعبُ بالأذهان لهفتها الصَّبا
إذا ما سرَت جاسَت نميمة تيهها
ألذُّ من البشرى تعزُّ مُطّيبا
وتضرمُ في شوقي ودوحُ بلابلي
بيادرُ أنغام وقلباً وما خبا
كفتني طيوبَ الخمر رقّةُ عرضها
وأمّنني تهذيبُها هفوةَ الصَّبا
فتثملني من خمرةٍ ما سُقيتُها
بما عتقَت من آسرِ البوحِ أعذبا
حمدتُ بها سكري سلافةَ والهٍ
وأثني عليها من نديمٍ تقرّبا
وما ثملَت روحي بمثل عتيقها
على طول شوقي آبَ رشدي مصوّبا
وتبعثُ بي بعد اليباسِ اخضرارَها
فتورقُني النضرَ الزهيَّ معشّبا
وعانيتُ منها يغلبُ اليأسَ آملي
وتوصلُني بعد انقطاعٍ مطيّبا
وجاريتُ شمساً والكواكبُ كلُّها
تطرزُ فجري ما هممتُ لأطربا
رمتني بوادي العبقريةِ والنّهى
فياليت إلّانا نزيلاهُ غُرّبا
كأنّ سجايا الجود منها تمدّني
وقد رغبَت مني حُميّا ترغّبا
ورافلةٍ طيبي بأروع حليها
فجاريتُ منها رائعَ الخطو صُوَّبا
روتني ترانيماً ومائز شدوها
من اللّحن أشهى ما نرومُ مشذّبا
سقتني سلافَ الغيثِ ريّاً طروبها
تمايلتُ نشوىً كلّما هبّت الصَّبا
سُقيتُ بداءٍ ما انتشوتُ بغيره
تمنيّتُ دائي يستديمُ تقرّبا
كفتني من الجوعِ الذي يتولّني
حُبيت بها حلوَ الطعام وأعذبا
هوَت بي ربوعَ العشقِ يحملنا الهوى
بلغْتُ بها ما رُمتُ عِزّاً ومأربا
بقلمي يونس السيد علي.
تشرين اول ٢٠١٨. دمشق.

تعليقات
إرسال تعليق