نزيف الفجر بقلم الشاعر فارس دعدوش



يا شهرَنا
ها أنت تقترفُ الغيابا
رافعاً كفَّيْكَ من وجه السماء مودِّعاً
و عليك شوقُ الروحِ ذابا
من لمثلي إن رحلْتَ و أغلقوا باباً فَبابا!
و ابتسمْتُ بلهفةِ الهيمانِ , خبّأتُ الدموعَ النازفاتِ بها عذابا
و استترْتُ بخشيتي , أطرقْتُ وجهي للسماء و عانقت عيني عيونك ثم أمستني يبابا
ما استطعت وادعك الأقسى
و طارت بي يداي إليك أنتهج الصوابا
ليس عيباً أن أراقب طيفك الغافي على كتف الأماني
ليس عيباً أن أحب الله في وهج الصيام و في مسامات الدخانِ
ليس عيبا إن تلوت إذا رحلت قصائدي و جمعتها سبعا مثاني
شهرنا
أرجوك لا تبدي الغيابا
ليتني كنت الطريق إذا مشيت و ليتني كنت الترابا
شهرنا
قالوا بأن العيد آتٍ قلت عيدي طاعتُك
يا ليتها طالت بنا في روضة الرحمن دهرا ساعتُك
باعوك بالثمن الزهيد المنقضي
و الله يسعد قلب من بالله ربا قد رضي
يا شهرنا 
بالله لا
لا تنقضي
أرجوك يا رمضان لا ترحل سريعا
ما شبعنا رحمة 
كلا و لا
ما استوفت الآفاد مغفرة و لا
دمع الخشوع سقى ضريعا
ما تعلق في هدى الرحمن عبد أدرك العليا مطيعا
جف ورد النور أيبسه الكفافُ
ما استحينا لحظة 
ما عاد يعنينا العفافُ
آه يا رمضان كم بتنا حيارى 
ساقطون بذنبنا 
و من النتائج لا نخافُ
بائسون و لم نزل
و أظن أنك كارهٌ بؤس الأنامِ
يا ربيع الخير و التقوى
أظنك ما ظننت نكون قد صرنا اشتهاءا للسلامِ
ما عرفنا قدرك الأعلى
و لا 
قمنا بأحكام الصيام و حق أركان القيامِ
كم خجلنا و استترنا بالظروف و إننا
نحتال في نظم الكلامِ
سيئون جميعنا
أرجوك يا رمضان لا ترحل حزينا
حاملا عبء النيامِ
و الذي بعث الشروق مع الضحى
إن كنت شهرا واحدا 
و جفوك لن أجفو و لو 
دام الصيام لألفِ عامِ
***********
من قصيدة: نزيف الفجر
بقلم : فارس دعدوش

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من ذا يجامل بقلم الشاعر حسام المقداد

الرسم بالكلمات بقلم الشاعر سمير خلف

قصيدة تذكر تذكر بقلم الشاعرة سعاد الاسطة